في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالاعتداءات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، أقدمت قوات الاحتلال على إحراق مستشفى كمال عدوان، آخر المستشفيات العاملة في شمال قطاع غزة، واعتقلت مدير المستشفى وعددًا من أفراد الأطقم الطبية الذين كانوا يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط الدمار والخراب.
حرق مستشفى كمال عدوان: جريمة ضد الإنسانية
وسط حصار خانق وظروف إنسانية كارثية، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان، الذي كان يُعتبر الملاذ الأخير لآلاف الجرحى والمرضى شمال قطاع غزة. لم يكتفِ جنود الاحتلال بقصف المستشفى سابقًا، بل أقدموا على إحراقه بالكامل، ما أدى إلى تدمير جميع المعدات الطبية والأدوية المتبقية داخله.
كما قامت قوات الاحتلال باعتقال مدير المستشفى وعدد من الأطباء والممرضين، في محاولة بائسة لكسر إرادة القطاع الطبي الذي يواجه كل يوم مجازر جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين.
أطفال غزة: بين الموت قصفًا والتجمد بردًا
في تصريح مروّع يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، قال المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني:
> "أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى."
وأضاف لازاريني أن الأغطية والإمدادات الشتوية التي تحتاجها غزة بشدة ظلت عالقة منذ أشهر بسبب تعنت الاحتلال ورفضه إدخالها. مع تدمير المنازل والبنية التحتية، أصبح عشرات الآلاف من الأطفال يواجهون خطر الموت البطيء نتيجة البرد والجوع وانعدام المأوى.
ودعا لازاريني إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول الإمدادات الأساسية، مشددًا على أن الحاجة للاستجابة لمتطلبات فصل الشتاء في غزة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
احتلال لا يعرف الرحمة
ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل إبادة ممنهجة ضد شعب بأكمله. حرق مستشفى كمال عدوان وترك الأطفال يموتون بردًا وجوعًا يُظهر الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال، التي تمارس إرهاب الدولة أمام أعين العالم الصامت والمتواطئ.
صرخة استغاثة
إن إحراق المستشفى، واعتقال الأطقم الطبية، ومنع الإمدادات الإنسانية، هي جرائم حرب واضحة تستوجب محاسبة الاحتلال في المحاكم الدولية. كما أن ترك أطفال غزة يموتون بسبب البرد هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يكتفي بالإدانة الشكلية دون أي خطوات عملية لوقف هذه المأساة.